أقلام القراء/ بقلم جمال مزراحي
للمرة المليون يخيب ظننا مستر أوباما في تخاذله وانبطاحه يؤيده في ذلك كيري الذي لا يقل انبطاحا وتخاذلا عن قرينه ! , حيث أعطى سيادة الرئيس التأييد لاستمرار المفاوضات مع إيران الفرحة بهذا العرض الغير مسبوق! وهذا يعني الموافقة الغير مباشرة من أجل المضي قدما في مشروعها النووي .مما أثار حفيظة الحكومة الإسرائيلية ليسارع الرئيس بنيامين نتنياهو لزيارة البيت الأبيض منتقدا في خطابه سياسة أوباما الخجولة تجاه التمدد الإيراني الملحوظ في الشرق الأوسط, وذكر الرئيس نتنياهو الإدارة
الأمريكية بأن إيران قد قابت قوسين وأدنى من ابتلاع أربع دول عربية منها (سوريا, لبنان, العراق, اليمن), وهذا التمدد الأخطبوطي جاء نتيجة طبيعية لسياسة أوباما الانبطاحية كما أشرنا وكأن سيادة الرئيس يتفرج على مسرح الأحداث كمن يمسك بالريموت كنترول دون ان يحرك ساكنا فخذ مثلا سوريا التي ربما لا زال يمتلك نظامها الأسلحة الكيماوية التي قصف بها معظم الأحياء السورية خصوصا في الغوطة كان رد الفعل الأمريكي على هذا الأمر لا يتضمن غير إخلاء الترسانة الكيماوية دون فرض المزيد من العقوبات على هذا النظام الذي خالف القانون الدولي بهذا العمل !.
إيران زاد نفوذها وكشرت عن أنيابها بشكل واضح وصريح في الآونة الأخيرة فحضور قاسم سليماني أصبح واضحا في العراق بذريعة قتال الإرهابيين الدواعش الذين لا يختلفون عن الميليشيات الشيعية سوى في المسميات والعناوين, أما سوريا فبشار الأسد نجح في لعبته المرهونة من خلال استثمار وجود المتطرفين في بلاده لإشغال العالم في الفوضى التي نجحت المخابرات السورية في اختراعها في مختبراتها السرية, أما صنعاء فإنها شبه ساقطة بيد الحوثيين الذين يصولون ويجولون في شوارعها وسط ضعف السلطة هناك كل هذه الأحداث تطرح أسئلة كثيرة على الساسة الأمريكان ان يجيبوا عليها قبل فوات الأوان .
أوباما قد يفقد شعبيته بسبب الأحداث المتسارعة التي ألقت بظلالها عليه من جهة وبسبب قراراته و مواقفه المترددة تجاهها من جهة أخرى, وهذا يعني انه قد يخسر الولاية الثالثة التي يسعها إليها في الانتخابات المقبلة أما موقف الرئيس نتنياهو اليوم فقد كان انطلاقا من حرصه على أمن بلاده و شعبه و ربما لدرايته المسبقة بمواقف أوباما المعهودة ! .