إجحاف مسبق وتوجيه التهم دون أدلة
أقلام القراء / الكاتب جمال مزراحي
اتهم وزير الإعلام السوداني, اسرائيل بضلوعها بالتفجير الذي استهدف مصنع اليرموك الذي يقع في منطقة "الشجرة", جنوب الخرطوم واشار الوزير الى قيام اربع طائرات اسرائيلية, بقصف المصنع التابع لهيئة التصنيع الحربي السودانية , دون وجود ادلة تؤكد اتهامه !.
لو حللنا الحادث من رؤى و زوايا ستراتيجية, لرأينا بأن اسرائيل ليست وحدها المتهمة في هذه القضية, رغم عدم توفر الأدلة الكافية التي تدينها كما أشرنا! , فهناك محللين آخرين يتحدثون عن ايران, التي ربما تكون ضالعة في هذه القضية بشكل أو بآخر !, والسبب في ذلك بحسب المحللين تأديب حركة حماس وقطع الإمدادات عنها مؤقتا, بسبب انحياز الأخيرة الى قطر والسعودية, فيما يتعلق بالأزمة السورية الراهنة, بمعنى ان هذه الأسلحة الموجودة في المصنع قد تعود لحركة حماس وقياداتها ! , وذهب البعض الآخر, الى اتهام الولايات المتحدة معللين ذلك الى امتلاك هذا المصنع صواريخ بعيدة المدى, فضلا عن ورود معلومات تفيد بوجود طائرات بدون طيار, (طائرات تجسس) ايرانية الصنع, يتم تصنيعها داخل المصنع المذكور والاتهامات كثيرة ومتعددة وقد تشمل دولا اخرى, بعيدة عن دائرة الشرق الأوسط المشتعلة !.
طبعا ليس جديدا اتهام اسرائيل في كل حادثة تحدث , فما بالك بتفجير استهدف مصنع حيوي عسكري له اهميته و مكانته لدى السودان, لكن السؤال الأهم ما الذي يمكن ان يستفيده نظام مثل السودان, بمثل هذا المصنع خصوصا بأن هناك اشارات تفيد بامتلاك مصنع اليرموك, لصواريخ حربية ايرانية الصنع, تابعة لما يسمى بالحرس الثوري, ويجب ان لا نغفل عن نقطة هامة, تعيدنا الى الوراء قليلا, فالسودان قد فتحت حدودها يوما من الأيام, امام الاسلحة الإيرانية لأجل وصلوها لأيدي حماس, المصنفة في خانة الحركات الإرهابية المتطرفة, بحسب لائحة الإرهاب الدولي والهدف لأجل قتل وترويع المواطنين الإسرائيليين, وحتى اذا افترضنا بأن اسرائيل ضالعة في هذا التفجير, أليس من حق اسرائيل كدولة الدفاع عن نفسها على الأقل امام الاسلحة والصواريخ, التي تستهدف أمنها وأمن شعبها استنادا لنظرية (الهجوم خير وسيلة للدفاع).
كل هذه الأمور لا تتجاوز دائرة الإفتراضات المسبقة, فالفاعل لا زال مجهولا, و الإتهامات لا زالت غير مؤكدة لكن السؤال الذي يطرح نفسه, لماذا هذا الإجحاف واتهام اسرائيل في كل صغيرة وكبيرة؟!, أليست هنالك دولا اخرى تعتبر هذا النوع من المصانع, بمثابه تهديدا لأمنها ايضا ؟!.
هذه هي نظرية المؤامرة تطل علينا مرة أخرى بوجوهها الكالحة, حيث الاتهام موجود في كل وقت, اما الدليل فسيبقى افتراضي هش كالعادة!, فما قيمة الاتهام دون وجود الدليل خصوصا اذا كان الإتهام مسبق وغير مؤكد؟!.
سنبقى نشهد الكثير من قطار الاتهامات, الذي لا يعطي مجالا لإسرائيل حق الرد و دفع الإتهام , لأن ذلك ايضا يصب في خانة المؤامرة, بحسب العقلية العربية "الديماغوجية", التي لا تميز بين الواقع والخيال كما نعلم! .
ان المقالات المدونة في هذه الخانة تعبر عن اراء اصحابها, ولا تلزم الموقع بمحتواها