إسرائيل بالعربية / أقلام القراء / الكاتب جمال نزراحي
هي وهم تلك الشعارات ذي الحروف المدوية والرسائل النمطية التي أقحمت عنوة في عقول مستقبليها فالكثير لا يزال يعتقد اليوم بأن اسرائيل هي عدوة للشعوب العربية والإسلامية بل معظمهم وصل به الأمر الى السذاجة حد اتهام الأخيرة بأنها عدوة للعالم دون سبب غير انها عدوة!!. ومن هذه المقدمة ننطلق بقلمنا لإسدال الستار عن الحقيقة وتكذيب هذا الوهم الزائف الذي اعتاش عليه الكثير طوال عقود مضت فأين هو الصراع الذي لم نجد له دليل غير في الحواتيت القديمة ونصوص مقدسة كتبها حاشية السلاطين (حاشى السلاطين من هذا الذنب !!).
فاليوم لو نبحث بتجرد أكبر سنجد بأن عرب كثيرين يمتلكون الجنسية الإسرائيلية يسرحون ويمرحون في تل أبيب وأسدود ورحوفوت وغيرها من المدن, ولكن قلما نجد إسرائيلي واحد يمتلك جنسية عربية هذا ان سلمنا بعدم وجوده أصلا, طبعا العاقل سيجيب بالنفي وإلا على الدنيا السلام!, ولا ننسى الجانب الإسرائيلي الذي لا زال الى اليوم يمد جسور السلام للأنظمة العربية ويرحب بأية مبادرة مهما كان محتواها احتراما لمبادىء حقوق الإنسان والسلم الدولي.
ولكن لو تركنا الجانب الإسرائيلي قليلا وتعمقنا بالبحث بالجانب العربي والإسلامي على وجه العموم لوجدنا المفارقة بعينها التي لا تقبل على القسمة على إثنين فالصراع الحقيقي في تلك البقعة يتمثل في حروب أهلية بين العرب أنفسهم ( أعني العرب السنة و الشيعة) برعاية محلية ( فالسعودية وقطر , تركيا , إيران , سوريا , العراق …. ) كل تلك الأطراف مشاركة في هذا الصراع لحسابات جيو-سياسية ولإثبات الوجود على حساب الآخر.
فالجهات التي تمول التنظيمات الإرهابية التي احتلت الكثير من المساحات خصوصا في العراق وسوريا أضحت اليوم معروفة للجميع وهذا الأمر ينطبق أيضا على الميليشيات الشيعية التي لا تقل إرهابا ودموية عن نظيرتها رغم الاختلاف في الظاهر !.
ضعف وتهاون الإدارة الأمريكية بقيادة أوباما المتردد كان إحدى أسباب تمدد وانتشار تلك التيارات الإرهابية بل وصل الأمر الى درجة تهديد أوروبا من الداخل من قبل تلك التيارات. ولكن أمن المعقول بعد كل ما ذكرنا ما زال هناك من يعتقد بما يسمى " الصراع العربي – الإسرائيلي" متقافزا على الواقع عن وعي بشكل يدعو الى الدهشة ؟!.
اذن على الحالمون ان يراجعوا انفسهم جيدا فليس كل من لا يتفق معكم عدو وإلا لما خلق الله العالم شعوبا وقبائل !, ولا نغفل أيضا عن الصراع السني –الشيعي الذي تشهده اليوم المنطقة العربية هو نابع بالأساس من جذور تاريخية لمن يريد ان يقرأ ويبحث قبل ان يلقي التهم يمينا وشمالا! .