أثار الدكتور مصطفى وزيرى مدير عام آثار الأقصر جدلًا واسعًا حين اعتبر "فرعون" المذكور في القرآن عربياً وليس مصريًا من منطقة "عسير" التي تقع حالياً جنوب السعودية، الأمر الذي دفع البعض إلى اعتبار مصر كلها سعودية مطالبًا بضرورة إعادتها إلى حضن الرياض، وذلك على خلفية إتفاقية "تيران وصنافير" التي أحدثت أزمة في مصر .
ما ورد أعلاه، وبغض النظر عن مدى جديته وعمقه يعيد الى الذاكرة قضية اتهام إسرائيل باستيلائها على أراض عربية، لا بل تَمْثل هذه القضية شاخصةً أمام أعيننا، لتفتح صفحات أوراق اتهام باطلة بحقنا، وليأتي التاريخ ويفند المزاعم، مظهرًا أن ما اتهمنا به ما هو الا ميزات موجودة في صلب ايديولوجية العرب أنفسهم، عاملين بالمثل القائل "يا أيها العاهر ضع في غيرك صفاتك، لتسلم ويسلم حالك".
نعم ! الصراع الدائر اليوم في المنطقة، ناتج عن أطماع الأشقاء ببعضهم البعض وبأرض "أخوة الإسلام". صراع نفوذ للسيطرة وإنهاء الآخر وإلغائه. لم تكن الأرض بالنسبة للعرب قضية، ولم يكن الدين حافز وحدة.
لمحة سريعة على كل الاتهامات التي عُيّر بها شعب إسرائيل، وقراءة سطحية للوقائع التي تميز المنطقة الآن، والتي تحمل توقيع العرب أنفسهم والمدعين الاسلام، كفيلة للكشف ان اتهاماتهم لنا ما هي الا صفاتهم فقط لا غير .
– اتهمونا بسرقة الأراضي؟ وما سيادتنا سوى حق مكتسب لنا تاريخيًا ومنذ بدء البشرية وهم الذين اتوا محتلين تحت شعار "الفاتحين".
– قالوا عنا مجرمين ؟ علما أننا لم نذبح عدونا يومًا بسكين فكيف باخينا بالدين؟
– قالوا أن الإسرائيليين عنصريين! ونحن الذين نتعامل مع البشر سواسية، لم نفرق إنسانًا عن إنسان باسم الأنبياء والمرشدين، ولم نعترف يومًا بالجواري أو "الذميين".
– قالوا ان شعب إسرائيل كافر! ونحن الذين حافظنا في أرضنا المقدسة على الكنائس والجوامع والاثار الحضارية وعززنا حرية المعتقد والدين، فلم نفجر الكنائس ولم نحرم المعابد ولم نقتل أو نقتل أو من أجل حوريات نصبح جهاديين.
وما ذكرناه، يأتي على سبيل الحصر المثال، لتظهر حقيقتنا وتنكشف حقيقتهم.
لا صوت يعلو على عدالة التاريخ، التي باتت تملأ ساحات الحاضر بحقائق بني إسرائيل لتأخذ اتهاماتهم إلى الجحيم. يحدّثونك عن الظلم ومناصرة الدم العربي، بعد أن دسوا شعوبهم بمنسوب من مغاور العروبة المتوغّلة في العتمة والكره وحب الاستيطان ضف إلى غرائز القتل والحقد والاستيلاء، وفضائح القابضين على مفاصل الحياة، باسم الدين والمذهب وعقيدة الفساد والمصالح المقيّدة راسمين مشهدًا سوداويًا لشعوبهم فيه استسهال للموت وتكيّف مع فكرته. ليصبح إنسانهم ابن بيئتم، مشلول الحركة التغييرية جاعلين منه قطعة مصنوعة لها موقف قبل مجيئه إلى الوجود.