أعرب ناشطون حقوقيون عن قلقهم على مصير 200 آلاف شخص من الأقلية الأيزيدية والتركمان الذين فروا بعد سيطرة عصابات "الدولة الإسلامية" على منطقة سنجار الواقعة على الحدود العراقية السورية وانسحبت قوات البيشمركة الكردية التي كانت تسيطر عليها، حيث تحدث آخرون عن إعدامات عشوائية وتطهير عرقي بحق غير المسلمين حيث وينتمي غالبية النازحين إلى الطائفة الأيزيدية وتعود جذور ديانتهم إلى آلاف السنين، وتعرضوا إلى هجمات متكررة من قبل إرهابيي "داعش" في السابق بسبب طبيعة ديانتهم الفريدة من نوعها.
وتعد مدينة سنجار معقلهم الرئيس في العراق، لكن هذه المدينة التي يقطن فيها نحو 300 ألف نسمة سقطت بيد تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي الذي سيطر على مدينة الموصل في العاشر من حزيران/يونيو، إضافة إلى أراض شاسعة في شمال البلاد. وأكد خضر دولمي الناشط الأيزيدي من مقره في دهوك لوكالة الصحافة الفرنسية "ما فعلته داعش بحق الأزيديين في سنجار هو تطهير عرقي".
وأضاف "هناك آلاف الناس توجهوا إلى دهوك، لكن لايزال آلاف محاصرين في جبل سنجار، بلا ماء ولا غذاء ولا دواء" وأضاف "هناك عائلات بأكملها، أطفال ونساء وشيوخ، وحتى بينهم موتى" وتابع "كنا على اتصال بهم ليلة الأحد، لكن الاثنين فقدنا الاتصال، وأنهم اليوم يواجهون تهديدين، قساوة الطبيعة من جهة، وإرهاب داعش من جهة أخرى"
وتستضيف سنجار كذلك آلاف المهجرين من الأقلية التركمانية الشيعية، الذين فروا من قضاء تلعفر المجاور قبل نحو شهرين. وقال علي البياتي، وهو ناشط تركماني إنه تسلم تقارير مفزعة حول النازحين الذين أجبروا على النزوح مرة ثانية". وأضاف أن "بين 500 عائلة تركمانية شيعية فرت من سنجار، حوالي 100 منهم، لجأوا إلى معمل للإسمنت يقع على بعد 15 كلم خارج سنجار".