يهود الكويت هم اليهود العراقيين الإصل, الذين قدموا الى الكويت في القرن ال19 وسكنوا مدينة الكويت وعملوا في التجارة وقد بلغ عددهم نحو 100 عائلة يهودية بالثلاثينات. يمتهن غالب اليهود في التجارة حتى أنه كان لهم سوق شهيرة في الكويت تعرف بـ"سوق اليهود" وقد كانوا نشاطهم التجاري يتمحور حول التجارة بالذهب وبالأقمشة. ولهم مقبرة ما زالت موجودة ومسورة خلف مبنى "مجمع الخليجية" مقابل منطقة شرق الصناعية. وتم طرد معظم اليهود العراقيين وسرقة ممتلكتهم بأمر من أمير الكويت العاشر, أحمد الجابر الصباح, ولأسباب عنصرية, في تطهير عرقي مقصود ومنظم من قبل جامعة الدول العربية, ضد هولاء الإسرائيليين ما بين الخمسينات والسبعينات (نكبة اليهود الشرقيين).
هذا ونشر الإعلامي الكويتي, ناصر بدر العيدان, مؤخرا, مقال في جريدة الراي الكويتية تحت العنوان "يهود الكويت", أكد فيه ان "تاريخ اليهود في الكويت تاريخ مهم غاب عن معرفة واطلاع ابناء جيلنا، وتغافلت عنه مناهجنا، وشئنا أم أبينا هم جزء من تاريخ الكويت الحديث، لما لهم من اسهامات تجاريه وفنية تدعونا الامانة العلمية الى توثيقها".
ويذكر العيدان في مقاله ان اليهود في الكويت يعود وجودهم الى نهايات القرن الثامن عشر، وقد انتقل اغلبهم الى الكويت من العراق بسبب الحكم العثماني الإسلامي وما يفرضه عليه من قانون الجزية والخراح العنصري والمضايقات لنشاطهم التجاري، وقال الكاتب العيدان ان الكويت لم تكن جزاء من الدولة العثمانية انذاك "فوجدوا فيها اليهود بلداً آمناً يمكنهم الاستقرار فيه".
ويذكر المقال ان اعداد اليهود تراوح بين 50 الى 800 فرد مع اختلاف المؤرخين. وتابع قائلا ان اليهود العراقيين في الكويت فكانت لهم "علاقة طيبة مع الشيخ مبارك الكبير" ……"الذي رأى في القرب مع اليهود دافعاً للازدهار التجاري", على حسب تعبيره.
هذا ولم ينشر كاتب المقال المعلومات والأسباب الحقيقية بكل ما يتعلق بخروج اليهود من الكويت من خيانة العرب وسياسة العروبة العنصرية الكويتية الحكومية ضد هذه الأقلية الأًصيلة (النكبة اليهودية), بل قام "العيدان" وصفها ب" أسباب عده ابرزها قيام دولة إسرائيل", تبريرا لما فعلت حكومته سابقا من جرائم.
كما زعم الكاتب العربي ان آخر اليهود ترك الكويت في عام 1953 بسبب "مقال تحريضي ضده في الصحافة المحلية" وهو يتجاهل بذلك مرة أخرى ما فعلته حكومته بحق مواطينها اليهود الشرفاء من خيانة.
وقام كاتب المقال بذكر الاسماء لبعض اليهود المشهورين من بينهم التاجر صالح محلب، وعائلة حزقيل التي حصلت على امتياز تزويد الكويت بالكهرباء لمدة 35 عاما, والفنان اليهودي العراقي صالح عزرا الكويتي واخوه داود، اللذين تسمى باسمهما شارع في تل أبيب تقديراً لفنهما.
واختتم المقال زاعما ان "هذه لمحة عن تاريخ اليهود في الكويت" وعن "الانفتاح الذي ابداه الشعب الكويتي في تقبلهم في تلك الفترة", على حسب تعبيره.