موقع إسرائيل بالعربية
لا شك أن إتفاقية الغاز الموقعة بين إسرائيل والمملكة الأردنية الهاشمية خطوة تاريخية لها بعدها الاقتصادي والمعنوي.
إسرائيل التي تعتبر واحة متقدمة في المنطقة تفتح إمكانياتها أمام الدول الصديقة وجيرانها في الشرق الأوسط عبر خلق أفق دبلوماسي جديد وتمتين الروابط في المنطقة، ما يؤسس إلى حلف استراتيجي يعود بالفائدة على هذه الدول إنمائيًا يفوق ما ستجنيه إسرائيل من فوائد.
ولكن أصوات الشر والحرب تحاول دومًا زرع الفتن، ليس لايديولوجية ما وإنما لمصالح اقتصادية تسويقية تنافسية مستخدمة شعار" العروبة والعدو" لتحقيق غاياتها التوسعية.
فها هي قطر تحرك بعض الأصوات لمعارضة الاتفاقية، إذ أنها مستعدة أن تذهب إلى أكثر من تحريك المظاهرات والمطالبة بإلغاء الاتفاقية من أجل بيع غازها بأسعار خيالية ضاربة بعرض الحائط مصالح "الاشقاء العرب". وإن سأل البعض لماذا الغاز الإسرائيلي وليس القطري نقول أن قطر لديها الغاز، لكنها تبيعه بالأسعار العالمية حتى للأشقاء، وهذه الأسعار هي ضعف سعر الغاز المتاح من حقول إسرائيل، كما أن الغاز القطري يزيد ثلاثة أضعاف عن سعر السولار، وبالتالي فإن الأمر لهو موضوع مفاضلة اقتصادية ما بين الطمع القطري والإعتدال الإسرائيلي.
أيضًا السعودية تعتبر أن تطبيق الاتفاقية سيرهن اقتصاد الدول إلى "الكيان الصهيوني" على حد تعبير أحد النواب السعوديين، فأين هؤلاء من دعم دول العروبة من خيراتهم الطبيعية؟ أو أن تعابير "الاغتصاب" "الاحتلال" باتت وسيلة لإبقاء الواقع العربي على حاله دون أي انفتاح وأفق للتقدم الاقتصادي؟
فهم، ببساطة، لا يتقدمون ولا يدعون الغير يسير في ركب التطور والتنمية، لذلك نراهم يأتون بما يسمى "فلسطين" والصراع الإسرائيلي – العربي كراية تخدم مصالحهم ولا تعنيهم البتة مصالح الشعوب.