نقلا عن صحيفة هسبريس المغربية
الكاتب: أيوب الريمي
عكس التحليلات التي كانت تذهب إلى أن التطرف وانضمام الشباب إلى الجماعات المتطرفة مرده إلى التهميش والفقر، أظهرت دراسات غربية قام معهد "جيتيستون" الدولي بتجميعها أن "التطرف ليس حكرا على الفقراء والأميين، وإنما هو ظاهرة تمس الشباب ذوي المستوى التعليمي العالي أو المتوسط، والأغنياء".
وتفيد دراسة لمجموعة بحثية بجامعة روتردام بأن "الشباب الأكثر اندماجا في المجتمعات الغربية هم الأكثر تعرضا للتطرف"، مستدلة على ذلك بنتائج تحقيق توصلت إليها المخابرات البريطانية، تشير إلى أن "ثلثي البريطانيين المشتبه في انتمائهم إلى مجموعات متطرفة ينتمون إلى الطبقة المتوسطة، كما أن الراغبين في القيام بعمليات انتحارية متوفرون على مستوى تعليمي جيد".
وأكد البحث نفسه أن "الدول الغنية في الاتحاد الأوروبي "هي التي شهدت أكبر عدد من المنتمين إلى تنظيم داعش في صفوف مواطنيها".
ورغم أن معهد غولدستون حاول نفي فكرة أن التهميش والعنصرية التي يواجهها الشباب من ذوي الأصول المسلمة من أسباب التطرف، ليرسخ محلها فكرة أن الكراهية للغرب هي السبب الوحيد وراء تطرف الشباب، إلا أنه لم يجب عن السبب الذي دفع شبابا لهم أصول أوروبية واعتنقوا الإسلام حديثا إلى الاتجاه إلى التطرف والانضمام إلى "داعش".
في المقابل أظهرت دراسة أخرى أنجزها المركز الفرنسي لليقظة، لمواجهة التطرف والمراقبة، أن "من أصل 160 أسرة فرنسية هاجر أبناؤها إلى تنظيم "داعش" ثلثا الأسر توجد في وضعية مالية مريحة، وتنتمي إلى الطبقة المتوسطة، ولم تكن من الطبقة الفقيرة أو المهمشة".
وفي بحث أجراه البنك العالمي، جاء أن "المنتمين إلى تنظيم الدولة يعتبرون من الأكثر تعليما مقارنة مع مواطنيهم".
ودرست المؤسسة الدولية ذاتها 331 حالة من الشباب المنتمين إلى "داعش"، ليتبين لها أن "69 في المائة منهم يتوفرون على مستوى تعليمي متوسط، والربع منهم أنهوا دراستهم الجامعية؛ كما أن نسبة كبيرة منهم كانوا يتوفرون على عمل قار في الدول التي ينتمون إليها، في حين ترتفع نسبة قادة داعش، وحتى الانتحاريين في صفوفه، الذين يتوفرون على مستوى تعليمي جيد".
ويضيف البنك الدولي في دراسته أن "الشباب الراغبين في القيام بعمليات انتحارية في صفوف التنظيم "هم الشباب الأكثر توفرا على مؤهلات تعليمية"، مشيرا إلى أن "أقل من 2 في المائة من مقاتلي "داعش" أميون"، قبل أن يختم بأن "الدول الغنية هي التي بعثت أكبر عدد من المقاتلين إلى تنظيم البغدادي في العراق وسوريا".