"الاعتراف بالواقعية"، عنوان مقال غيفورغ ميزايان، في "إكسبرت أونلاين" عن دور اعتراف ترامب باورشليم عاصمة لإسرائيل في "حل التناقضات العربية-الإسرائيلية".
يرى كاتب المقال أن " قرار ترامب خطوة كبرى في حل القضية الفلسطينية الاسرائيلية، حلا حقيقيا".
فيقول إن "عملية السلام الفلسطينية- الإسرائيلية طالت أكثر مما يعيش عدد من الناس على الأرض. ولا ضوء في الأفق. ويرون أسباب ذلك في "حساسية الأسئلة" و"تعقيد التاريخ"، ولكن هناك سببين حقيقيين:
الأول، هو إحجام الفلسطينيين (والعرب بشكل عام) عن القبول بالقوانين الموضوعية للعلاقات الدولية. ليس تلك المقررة، إنما الموضوعية. ولا ينبغي أن يطبق قرار الأمم المتحدة بشأن تقسيم فلسطين، لأن العرب الفلسطينيين أنفسهم رفضوا هذا القرار وأرادوا إعادة النظر فيه من خلال الحرب، التي خسروها في العام 1949، واستولت إسرائيل على الأرض بحق المنتصر. ثم، في العام 1967، مرة أخرى، بنفس الحق، أخذت الأرض، بما فيها القدس الشرقية والضفة الغربية (التي كانت في ذلك الوقت، لا تخضع للرقابة من قبل الفلسطينيين، بل من قبل الأردن). إن الفلسطينيين يرفضون الاعتراف بذلك، أو التوقيع تحت أي اتفاق يضمن لإسرائيل ما تملكه بالفعل".
وإذ يتناسى ميرزايان أن إسرائيل هي التي شنت حرب 1967، ويعتبر الأراضي التي استولت عليها حقا لها كغنيمة حرب، ينتقل إلى السبب الثاني من وجهة نظره، فيقول:
"والسبب الثاني: يرفض الفلسطينيون عموما التوقيع تحت أي اتفاق. فبالنسبة لزعيم الحكم الذاتي الفلسطيني، محمود عباس، ليس هناك حاجة إلى العالم. فمن خلال كونهم "ضحايا العدوان الإسرائيلي"، فإن عباس وزملاءه في الحكم الذاتي الفلسطيني ينعمون بمنح أجنبية، ولكنهم لا يتحملون أية مسؤولية عن الحالة في منطقة حكمهم. (يقولون) لا يوجد اقتصاد؟ المحتلون الإسرائيليون لا يسمحون لنا بالتطور… الإسرائيليون مذنبون، فهم لا يفون بشروط المجتمع الدولي، وغير مستعدين لإعطائنا القدس".
والآن، وجهت ضربة خطيرة لهذا الموقف الفلسطيني المعرقل. فالأميركيون، بحكم القانون، يسحبون قضية القدس من عملية التفاوض، ويسحبون السؤال عن الوضع القانوني للضفة الغربية برمتها. وفي الوقت نفسه، يوجه ضربة خطيرة إلى موقف محمود عباس. فعلى عباس أن يختار الآن بين أن يوافق مع ترامب ويفقد ماء وجهه بين الفلسطينيين، أو الوقوف ضد ترامب ويفقد الدعم والتمويل الأمريكيين. كلا الخيارين سيئان له، لكنه هو نفسه من زرع بذور هذه العاصفة في الوقت الذي خنق فيه عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية.