غداة ليلة ساخنة على جبهة الجولان الاسرائيلي، تباينت ردود الفعل الدولية، فحضت روسيا كلاً من إيران وإسرائيل على «ضبط النفس»، وشددت على ضرورة «وقف التصعيد والبحث عن حل ديبلوماسي»، معربة عن «أسفها لتبادل الطرفين ضربات صاروخية في بلد ذي سيادة»، فيما أكدت الولايات المتحدة دعمها «حق إسرائيل في التحرك للدفاع عن نفسها». ونددت دول أوروبية بـ «استفزازات إيرانية»، لكنها حضت على «وقف التصعيد».
وقال البيت الأبيض في بيان إن «الولايات المتحدة تدين الهجمات الاستفزازية بالصواريخ التي قام بها النظام الإيراني من سورية ضد رعايا إسرائيليين، وندعم بقوة حق إسرائيل في التحرك للدفاع عن نفسها». وأضاف أن «نشر النظام الإيراني منظومة صواريخ هجومية في سورية تستهدف إسرائيل تطور غير مقبول وخطير جداً لكل منطقة الشرق الأوسط». وزاد: «يتحمل الحرس الثوري الإيراني المسؤولية كاملة من عواقب تصرفاتهم المتهورة وندعوه وندعو الميليشيات التابعة له بمن فيهم حزب الله إلى عدم الذهاب أبعد من ذلك في الأعمال الاستفزازية». وأوضح «أن الولايات المتحدة تدعو أيضاً كل الأمم إلى القول بوضوح إن أعمال النظام الإيراني تشكل تهديداً جدياً على الأمن والاستقرار الدوليين».
وفي موسكو، قال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، إن بلاده «قلقة من التوترات المتنامية بين إيران وإسرائيل، وتأمل في حل سياسي ديبلوماسي»، مشيراً إلى أن «الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتانياهو) بحثا الوضع حول سورية، والأوضاع في المنطقة، والقضايا المختلفة المتعلقة بالقلق الذي عبر عنه نتانياهو في ما يتعلق بأمن دولة إسرائيل». وأعرب بيسكوف عن أمله في أن «تتحلى جميع الأطراف بضبط النفس وأن تلجأ فقط إلى الوسائل السياسية والديبلوماسية لحل جميع المشكلات القائمة». أما وزير الخارجية سيرغي لافروف، فأشار إلى أن التصعيد بين إيران وإسرائيل «توجه مقلق». وشدد على «ضرورة حل كل المسائل عبر الحوار»، مشيراً إلى أن «إيران وإسرائيل تؤكدان لنا أن لا نوايا لديهم للتصعيد، ومع ذلك تقع الحوادث». وزاد أن موسكو أكدت لتل أبيب «رفضها الاستفزازات الإسرائيلية والإيرانية المتبادلة».
من جانبها، دعت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل، إسرائيل وإيران إلى «ضبط النفس». واعتبرت أن التصعيد الأخير في الشرق الأوسط «مسألة «حرب أو سلم».
وذكر بيان عن الخارجية الألمانية، وصفت برلين عملية إطلاق صواريخ على لجولان الاسرائيلي «استفزازاً خطيراً» من قبل إيران، مضيفة أن لـ «إسرائيل الحق في الدفاع عن النفس».
أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فدعا إلى نزع فتيل التصعيد «بين إسرائيل وإيران بعد التوتر المفاجئ بين البلدين»، بحسب ما أعلنته الرئاسة الفرنسية أمس الخميس. وتابعت أن ماكرون «سيتباحث في هذا الصدد مع المستشارة» الألمانية التي يحل في ضيافتها اليوم في مدينة آخن بمناسبة تسليمه جائزة شارلمان».
وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون في بيان: «من المهم تجنب أي تصعيد إضافي لن يكون في صالح أحد». وأضاف أن «المملكة المتحدة تدين بشدة الهجمات الإيرانية ضد القوات الإسرائيلية، نحن ندعم بقوة حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها». ودعا جونسون روسيا إلى «استخدام نفوذها» لدى المقاتلين في سورية حيث تم إطلاق الصواريخ الإيرانية، لوقف هذه الأنشطة التي «تزعزع الاستقرار» و «العمل من أجل التوصل إلى تسوية سياسية».
عربياً، قال وزير الخارجية خالد بن احمد آل خليفة في حسابه بتويتر «طالما ان ايران اخلّت بالوضع القائم في المنطقة واستباحت الدول بقواتها وصواريخها، فإنه يحق لأي دولة في المنطقة ومنها اسرائيل ان تدافع عن نفسها بتدمير مصادر الخطر».
وفي فلسطين، نددت الفصائل في بيانات منفصلة العدوان الاسرائيلي على سورية، وأشادت بالرد السوري على الغارات، وشددت على أن اسرائيل العدو الرئيس للأمة.