الكاتب الكويتي أحمد الصراف: إسرائيل أعطت الأقليات من مواطنيها حقوقا لا يحلم بها حتى غالبية مواطني الدول العربية
الكاتب الكويتي أحمد الصراف / نقلا عن جريدة القبس
هزمتنا إسرائيل في جميع الميادين، العسكرية والعلمية والحضارية، ومع هذا رفضنا معرفة سبب تفوقها الواضح علينا، ولكن وصفنا لها بالكيان المسخ لم يتوقف يوما، فما بالك لو كانت كيانا كاملا.
التزمت إسرائيل منذ يوم تأسيسها بالديموقراطية، ولا نزال نرفض حتى مجرد الحديث عنها، دع عنك اتباعها.
سمحت إسرائيل لشعبها بتكوين ما يريدون من أحزاب، ولا نزال نلعن أنظمتها.
أعطت إسرائيل الأقليات من مواطنيها حقوقا لا يحلم بها حتى غالبية مواطني غالبية الدول العربية. كما أن الحريات الدينية فيها تزيد عنها في أي دولة عربية، أو إسلامية أخرى.
اهتمت إسرائيل بالعلوم، وصرفت الكثير على الأبحاث، ولا نزال منشغلين بصحة فوائد شرب أو التداوي ببول البعير.
نجحت إسرائيل في صهر الذين هاجروا لها من 50 دولة، وخلقت منهم شعبا واحدا، وفشلنا في خلق جيش من شعب تضرب جذوره في عمق التاريخ.
عرفت إسرائيل النظام والطابور منذ اليوم الأول، ولا نزال نحاول معرفة معنى الكلمتين.
سجن اثنان من رؤساء وزارتها بتهم الفساد، ولا نزال نبحث في كيفية ادانه السراق الكبار منا.
طورت إسرائيل تقنياتها، ودخلت مجالات التطوير الزراعي والصناعي والحربي، واصبحت دولة متقدمة يحسب حسابها، واصبحنا في مؤخرة الركب في كل ميدان.
نجحت إسرائيل في إدراج شركاتها في البورصات العالمية، ونحن نفكر ببيع اصولنا، بعد أن قاربنا الافلاس.
طويلة هي القائمة.. والآلام معها تطول.