وقعت الحكومتان الأردنية والإسرائيلية على اتفاق "قناة البحرين" الذي يربط البحر الأحمر بالبحر الميت. وقام بالتوقيع على الاتفاقية عن الجانب الإسرائيلي وزير التعاون الإقليمي السيد سيلفان شالوم ومن الجانب الأردني وزير المياه والري حازم الناصر وبحضور ممثلين عن الولايات المتحدة والبنك الدولي. وسترتب هذه الاتفاقية العلاقات الإسرائيلية الأردنية بما يخص تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع ناقل البحرين الذي يشمل إقامة محطة تنقية وتحلية تزود منطقتي العربة الإسرائيلية والعقبة الأردنية بمياه وتنقل المياه المالحة الناتجة عن عملية التحلية من البحر الأحمر إلى البحر الميت عبر أنبوب طوله حوالي 200 كيلومتر وذلك من أجل إنقاذ البحر الميت.
وزير الماء الإردني: مشروع وطني يوفر الاحتياجات المائية المتنامية بأسعار منطقية
واضاف وزير المياه الأردني الدكتور حازم الناصر ان المشروع "وطني بامتياز" مؤكداً أنه "يوفر الاحتياجات المائية المتنامية بأسعار منطقية، تناسب الظروف الاقتصادية الوطنية"، وتابع " المشروع يحقق التنمية الاقتصادية الشاملة للدولة الأردنية، التي تسعى بكل طاقتها لإرساء الأمن السلمي العالمي." هذا وأكد الناصر أن المشروع يساعد أيضاً في تأمين احتياجات الفلسطينيين, الذي وصفهم الناصر ب"الشعب الفلسطيني الشقيق", من المياه الصالحة للشرب، وبواقع 30 مليون متر مكعب سنوياً.
وقال مسؤولون أردنيون ان الاتفاق "يعد أحد أهم المشاريع المائية الاستراتيجية الحيوية للمملكة"… "الاتفاق يحقق حلم وتطلعات الاردنيين جميعا في الوصول الى واقع مائي آمن ومريح بعد استكمال جميع مراحل المشروع المختلفة".
محطة ضخ في مدينة العقبة الأردنية
يعمل مشروع "قناة البحرين"، وفق المرحلة الأولى، على سحب نحو 300 مليون متر مكعب من مياه البحر الأحمر سنوياً، تتم زيادتها لتصل إلى ملياري متر مكعب بعد استكمال المراحل المستقبلية، وضخها من خلال "محطة ضخ" في مدينة العقبة الأردنية، في خط الأنابيب باتجاه البحر الميت.
كما يتضمن المشروع، إنشاء محطة لتحلية المياه بطاقة إنتاجية تتراوح بين 65 و85 مليون متر مكعب سنوياً، مع إمكانية زيادة قدرتها، كما أن هناك إمكانية لإنشاء محطات لتوليد الطاقة، باستخدام فرق المنسوب والذي يبلغ حوالي 600 متر.
إسرائيل تزود الإردن ب50 مليون متر مكعب من الماء
وأكد وزير المياه الأردني أن بلاده ستحصل، بموجب الاتفاق، على كمية إضافية من مياه بحيرة "طبرية" (الكينيريت) الإسرائيلية، تبلغ 50 مليون متر مكعب، زيادة عن الاتفاقات السابقة للحقوق المائية الأردنية، إضافة إلى حصة المياه من محطة التحلية لتزويد مدينة العقبة، كجزء من هذا الاتفاق.
كما نوه الناصر إلى أن المشروع يشمل تنفيذ خط مياه لنقل المياه الناتجة عن عملية التحلية إلى البحر الميت، بما يحافظ على مستواه من الانخفاض كـ"إرث تاريخي عالمي"، مؤكداً أنه سيتم خلال الأسابيع المقبلة تحضير وثائق عطاء المشروع، وطرحه للتنفيذ خلال العام الجاري.
وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي سيلفان شالوم: أهم اتفاقية منذ اتفاقية السلام
وقال الوزير الإسرائيلي شالوم: "أقف هنا منفعلا في لحظة توقيع الإتفاقية التاريخية على إطلاق مشروع ناقل البحرين. إننا نحقق اليوم رؤية مؤسس دولة إسرائيل الحديثة بنيامين زئيف هرتصل الذي قد تنبأ في أواخر القرن ال-19 ضرورة إحياء البحر الميت الإسرائيلي. هذه عبارة عن أهم اتفاقية (تم التوقيع عليها بين إسرائيل والأردن) منذ اتفاقية السلام وهذه هي ذروة التعاون المثمر والجيد بين إسرائيل والأردن الذي سيساعد في إعادة إنعاش البحر الميت وسيوفر حلولا لمشكلة المياه الأردنية ومشاكل المياه في منطقة العربة الإسرائيلية".