بقلم: جمال مزراحي
في وقت تبذل تل أبيب كل الجهود لأجل إحلال الأمن والسلام لأرضها وشعبها لكنها لأجل ذلك تتهم من قبل الأطراف المعادية بالإرهاب!. كان آخر اتهام هو اغتيال سمير قنطار القيادي البارز في جماعة حزب الله المصنفة على لائحة الارهاب العالمي (بعد داعش وأخواتها) ومن هنا اتسائل منذ متى كان الدفاع عن النفس إرهابا؟ خصوصا اذا علمنا بأن المعتدي هو الطرف الآخر الذي يسعى جاهدا لتنفيذ مخططه "الممانع" على الأرض وهذا المخطط في حقيقته إرهابا لكنه مشروع في نظر البعض وهنا مكمن الكارثة!, فقصف منازل آمنة بصواريخ كاتيوشا وغراد يعتبر إرهابا مشروع, وطعن مدنيين مستطرقين بالسكاكين هو أيضا إرهاب مشروع!, أما حق الدفاع عن النفس طبقا لقاعدة الهجوم خير وسيلة لأجل الدفاع هو إرهاب صارخ !!, وكأن الارهاب لباس متى ما كان يفصل على المقاسات وليس مفهوما معرف في القوانين الدولية التي تقر بأن كل اعتداء على المدنيين أينما وجدوا هو إرهاب محض لا يقبل القسمة على إثنين, فاسرائيل لم نلحظها يوما تعتدي على دول لمجرد انها عدوة وهنا يكمن الفرق بين من يزرع الرعب والفوضى ويفجر داخل دور السينما والمسارح في دول بعيدة آلاف الكيلومترات لمجرد انها مرتدة داعرة تستحق قطع الرقاب !وبين من ينفذ عمليات عسكرية انطلاقا من أمن شعب ودولة مهددة من المستهدف الذي لم ينفك عن اعتداءاته على طول التاريخ.
ان اغتيال قنطار هي ضربة موجعة لهذا الحزب الارهابي ومن يؤيده وسبقه اغتيال مغنية الذي يقول الكثير بأن تصفيته تمت بصفقة من الداخل وليس لإسرائيل أي طرف فيها و لا نريد هنا ان نوغل في مسلسل الاغتيالات طويلا كي لا نبتعد عن الموضوع وهنا نوجه سؤالنا الى المعارضين والعالم على السواء ونقول ألم تكن السعودية وطهران تطارد اعدائها في الداخل؟ وتبذل الجهود الأمنية والعسكرية للإيقاع بهم؟ لتحافظ على أمنها القومي وسلامة شعوبها وأراضيها لماذا الآخر يدان لمجرد دفاعه عن نفسه ضد عصابات ميليشاوية لا تحترم القوانين الدولية وتتستر بواجهات مزيفة لتضفي بذلك صفة الشرعية على وجودها ؟بينما نجد دول المحيط العربي تسوغ لكل عمل تقوم به دون أدنى وازع .بالرغم ان العملية الاخيرة كانت بحد ذاتها رسالة لزعماء هذا المحيط بأن دولة اسرائيل لا تريد الشر لاعدائها بقدر ما ترى بأن لها الحق الكامل للرد على أي اعتداء خارجي تحت أي مبرر كان وفي أي وقت متى ما تراه مناسبا.